عاجل: مؤتمر أورنج الأردن الصحفي من محافظة إربد للإعلان عن أحدث توسعة لشبكاتها، وأحدث العروض، وحملتها الإعلانية الجديدة كلياً   |   مجمع الملك الحسين للأعمال يختتم بنجاح فعاليات ملتقى الاستدامة الصحية تحت شعار《من أجل غد صحي ومستدام》   |   الملك عبد الله الثاني: قائد ثابت، وطن قوي، وشعار لا يتغير   |   سينما《شومان 》تعرض الفيلم العراقي بغداد خارج بغداد》 للمخرج قاسم حول غدا   |   حزب الميثاق الوطني: الجامعات ركيزة أساسية في مسار التحديث السياسي وتمكين الشباب   |   جامعة فيلادلفيا تشارك في مؤتمر دولي للمحافظة على الفسيفساء في أثينا   |   عمان الاهلية تشارك بالمؤتمر العربي الآسيوي السنوي للتكنولوجيا الحيوية   |   الأكاديمية الدولية هي الذراع التدريبي للبريد الأردني   |   《سامسونج إلكترونيكس》المشرق العربي تفتتح المعرض الخاص بمتجرها الإلكتروني في مجمع الملك الحسين للأعمال   |   《زين》: 13 شركة تكنولوجية ناشئة من المنطقة    |   المشرق العربي بين مسارات التجارة ومصالحة الذات   |   الاستثمار أولوية وطنية لترسيخ مكانة الأردن كبوابة اقتصادية اقليمية وعالمية   |   الميثاق الوطني ينظم ورشة عمل بعنوان 《نحو اتحاد لغرف الصناعة والتجارة 》 ضمن إطار مؤسسي موحّد    |   غرفة تجارة عمّان تطلق خدمة 《الورقة التحليلية للاستيراد والتصدير》   |   عمان الأهلية تُوقّع اتفاقيتين بحثيتين مع المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا لدعم القطاعين الزراعي والبيئي في الأردن   |   تعلن جامعة فيلادلفيا عن توفر بعثة لحاملي درجة الماجستير للحصول على درجة الدكتوراه   |   من فيلادلفيا إلى سور الصين العظيم: طلبة جامعة فيلادلفيا يخوضون تجربة تعليمية وثقافية فريدة   |   جاليري القاهرة عمان يعرض للفنانين عثمان شهاب ونادين عمبرة   |   تجارة عمان تصدر 34688 شهادة منشأ خلال 10 شهور من عام 2025   |   البداودة يستجيب لمطالب سائقي التكسي في العقبة ويؤكد على تحسين واقع النقل   |  

غزه


غزه

عبدالهادي راجي المجالي

غزة

. طلت مذيعة أردنية قبل فترة , وانتقدت الوضع في غزة , انتقدت الحجر الصحي ..ووصفته بالإهانة , وقالت كلاما لا يستحقه أهل غزة ....

لست بمعرض الرد على أحد أبدا , ولكن تلك البنت حين تحدثت أوجعتني جدا ...لأن من يريد أن يتحدث عن غزة , عليه قبل أن يتحدث عنها , أن يعبر ألف نفق ..وأن يمشي في مخيم الشاطيء , وأن يأكل من الشطة هنالك , وأن يتفادى قذيفة عابرة ..سقطت في الشجاعية .

من يريد أن يتحدث عن غزة , عليه أن يراقب عملية ولادة , فالأطفال هنالك ...يخرجون للحياة , برتبة شهداء ..ولا يخرجون للحياة بمسمى طفل أبدا .وحين يكبرون قليلا , لايوجد (لهايات) لهم , فالحليب مفقود كثيرا , والأمهات هنالك لايضعن أحمر الشفاه كثيرا ..ولا يتبرجن كثيرا , وظيفتهن إرضاع الأطفال .

الأم الغزية تركز على ذلك فحليبها , لايوجد فيه (الكازين) بل يوجد أحمد ياسين ...لايوجد فيه (اللكتوفرين) ..يوجد فيه بعض القذائف التي تطلق بمدفع هاون صنع في ورشة قديمة على أطراف مخيم المغازي , ولا يوجد فيه مصل الـ(البومين) ..بل يوجد فيه فلسطين ..حاضرة , ويوجد فيه بعض البارود ..فهو سيكبر حتما ويتعلم قاعدة في الحياة تقول : (بوصلة لا تشير إلى فلسطين كافرة) .

غزة لا تحتاج لمقاومة (الكورونا) , بل تحتاج لأن نشعر بشعب من أعوام , وهو تحت الحجر بقرار أممي وبتواطؤ من العالم , والمصاب هنالك لا يحتاج لمستشفيات ..يحتاج فقط لأن تديروا سريره للبحر فقط , وأن تخففوا من صوت الصفيح في المخيم حين يلعب به الهواء , ويحتاج لأن يقرأ سورة (الضحى) قبل النوم وسيهزم الكورونا ...من هزم الـ إف (14) ..من هزم القذائف الفسفورية ..من هزم ..كتائب الحقد اليهودي , من هزم الالاف الأطنان من الحديد وهي تهرس الجثث , من هزم الحقد والأنانية والصلف ...من حفظ للعروبة هيبتها وللدين وقاره حتما سينتصر على الكورونا ..,حتما سيهزمه .

غزة لا تحتاج لرأفة مذيعة , ولا تحتاج لسخريتها ..غزة المدرسة التي شيد أسوارها أحمد ياسين , وأحمد ...مثل الايات التي تتلى في الهزيع الأخير من ليل المتهجد , أحمد نجمة ..لا يصلها نظر , وأحمد ...هو طهر كل مأذنة في غزة , وهو النار التي تخرج من فوهات البنادق , وهو الشهيد الحر النقي ....وكل موجة حين ترتطم في شواطيء بحر غزة , تترحم عليه ....أي أمة تلك التي جعلت الموج ينطق غير أهل غزة !

لا تهتموا لغزة , فالشهداء هنالك بركتهم وحدها كافية , وكفيلة بعلاج كل مصاب ...والبنات هنالك ..مثل نخل غزة , يصعدن الفضاء باسقات شامخات , ...غير أنهن يختلفن عن نخلها , بأن النخل يرمي التمر والبلح ...هن قررن عجرفة على الجلاد , وتحديا للتاريخ ..بأن يلدن الشهداء , كل طفل هو مشروع شهيد ..,كل رحم هو مصنع للشهداء ...وكل جديلة في غزة هي سياج للعروبة والدين والأرض والعرض .

لا تخافوا على غزة , وأدعو الإعلام العربي ..المضمخ بالمكياج وأحمر الشفاه والكحل الخائن ...نعم فالكحل حين يكون مزيفا يخون الأنوثة والحياة , أدعو الإعلام العربي أن لايخاف على غزة ...لأن هذه الأرض فيها (زلم) بمعنى الكلمة ...وبحجم البنادق , وفيها اختصرت قصة الدم والشهداء ...وفيها فلسطين حاضرة في كل طلقة وكل صلاة وكل نظرة , وكل صرخة ألم لحظة ولادة طفل ...حاضرة حتى في القهوة والماء , حتى في النفس ودمع العين .

حمى الله غزة

abdelhadi18@yahoo.com