الوزير الرواشدة عن ‏المقدم عوض الشريفين : رجل الأمن البشوش   |   جمهور عيسى السقار يتوجه نجماً لمهرجان جرش 2025   |   جرش يغني بصوت ديانا كرزون.. وتألق لافت على المسرح الجنوبي – صور   |   بالفيديو | أسعد فضة يشكر الأردن: 《ما وصلت إليه سوريا اليوم هو بفضل مواقفكم》   |   من ليالي رمضان إلى مهرجان جرش نتالي الزواهرة حضور يليق بالإبداع   |   د. تينا تكتب : عن إطلالة أحلام في جرش، عن الأخضر النُخبوي، عن الوصال السياسي الناعم بين دار زايد ودار النشامى..   |   زيارات تثقيفية وبرامج تدريبية لتعزيز مهارات الشباب في مراكز شباب إربد   |   الميثاق الوطني وسلطة البترا ينظمان لقاءً مجتمعياً بحضور عدد من النواب والوجهاء والمعنيين لبحث الواقع السياحي في الإقليم   |   جوعاهم في الجنة.. وبياناتنا في النار!   |   إنطلاق فعاليات معسكر النشاط الرياضي والبدني في مركز شابات دير أبي سعيد النموذجي   |   مركز شابات ماركا ينفذ برنامج 《مسارات سياحية》 في أعراق الامير   |   ختام معسكر التغير المناخي في شابات ماركا   |   انطلاق معسكر الشباب والمشاركة السياسية والحزبية في مركز شابات لواء الجيزة   |   مدير تربية البادية الشمالية الغربية عبر أمن FM : أهمية الإعلام المسؤول في دعم المسيرة التعليمية   |   فرقة OCTAVE الأردنية تقدم إيقاعات معاصرة على المسرح الشمالي بجرش والسودان حاضرة بالثقافة النوبية   |   دزولياشفيلي الفرقة وشكرهم على هذا الأداء المميز الذي نقلوا به تاريخ بلدهم   |   اتحاد الكتاب يسلط الضوء على الأهمية التاريخية لمدينة جرش ويحيي أمسية شعرية عربية أردنية   |   اتحاد الكتاب يسلط الضوء على الأهمية التاريخية لمدينة جرش ويحيي أمسية شعرية عربية أردنية   |   محمود عطالله الفرجات: الأردن لن يُصنَّف يومًا كوجهة سياحية غير مرغوبة   |   منصة زين تدعم فكرة Rehablex ضمن برنامج زين المبادرة   |  

جوعاهم في الجنة.. وبياناتنا في النار!


جوعاهم في الجنة.. وبياناتنا في النار!
الكاتب - نضال المجالي

لن أكتب أرقامًا يتناقلها الإعلام والسياسيون والمنظمات الإنسانية، ولن أزيدها ولو بياناً واحداً؛ فهي كلها قاصرة، بعيدة عن الواقع في حقّ غزة. فأغلب دول العالم لم تتعلم العدَّ والحساب في عقولها في هذا الزمن لأكثر من أصابع اليد، فكانت الآلة الحاسبة بيد مالك الهيمنة الدولية هي من تقوم بكل أعمالنا الحسابية، دون أن نراجعها فكرياً وإنسانياً بقرار واحد نافذ ولو مرة واحدة. فكيف لعقولنا والعالم اجمع أن تستوعب أو تحاسب وتحسب حال أهل غزة وأطفالها، ونحن أشخاص في اغلبنا لا نملك، في حق كل بيان وتصريح، قبل كل فاعل، إلا أن نقول: “حسبنا الله ونِعم الوكيل”.

 

 

عالمنا هو عالمٌ منزوع النخوة والضمير، هو عالمٌ يُمتهن التسويف والتبرير، عالمٌ أكبر مواقفه كلمات في مجلس شيوخ، أو ندوة لمجموعة طلابية، أو مسيرة مليونية، أو خطاب في برلمان لدولة أوروبية، أو اجتماع لمن أطلقوا على أنفسهم منظمات حقوق إنسان او حماية دولية. عالم يعيش صحوة كاذبة وأغلبه عالمٌ يدّعي الصحوة — ولا أتحدث هنا عن الدين، فليس من حقي — عالمٌ تدير بعضَه عصابات، وتتناطح في غيره سياسات، وتتفرد في قوانينه وأحكامه أحياناً شخوصُ غباء وسماسرةُ فنادق وعقارات، حتى وصل بأرعنهم أن يرى في شخصٍ، هو أمكرُ نماذج القتل والدمار، أنه يستحق الترشح لجائزة “رجل السلام”! فياللعار!! فهل من عاقلٍ يقبل كل هذه الدسائس؟ أو يستوعب حال أطفالٍ في غزة يستشهدون لغياب لقمة عيش، أو شربة ماء، أو حبة دواء؟!

في غزة أطفال هم شهداء الإنسانية الصامتة.. في غزة، أطفالٌ لا يُستشهدون لنقص الغذاء، بل لنقص وجبة إنسانية في مجتمعٍ يدّعي أنه من الأخيار.. في غزة، أطفالٌ لا يُستشهدون لنقص شربة ماء، بل لجفاف ماء وجهِ عالمٍ لا ترى في ملامحه غير رعونة من يدّعون أنهم من الأبرار.. في غزة، أطفالٌ لا يُستشهدون لقلة أو ندرة أو تأخر وصول دواء، بقدر غياب جرعة مسؤولية دولية حقيقية تقف خلفهم، ومعهم، وتُسند آخر رمق حياة في أعلى نقطة في سمائهم فهم باذن الله من الأبرار. في غزة، جوعاهم في الجنة.. وبياناتُ العالم كلها رمادٌ وسط النار!

في دعم غزة، وبعد اشهر طويلة لن تجد كما هو الأردن، بكل طاقاته وفئاته ومؤسساته وأفراده، وفوق كل ذلك سياسته وقيادته، من يبذل ويعيش ما يُفترض أن يكون سكونَ ليله قبل حركة نهاره، في دعم وصمود وحياة أطفال ونساء وشيوخ بين القصف وركام الدمار، ممن أنهكتهم بياناتُ الشجب الدولية والاستنكار، والدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار، أو إغاثة من اختاره الله لجواره، رحمةً بهم ولهم، من العيش بين مجموعة من يدّعون أنهم بشر، ولكن في أغلبهم هم ثلة أشرار.

في غزة، متى سيستفيق العالم ويصل إلى مستوى الإنسانية أو الصدق في القرار؟ ومتى يتعلم العالم من الأردن ما يبذله، بكامل الهمّة والصدق والنخوة والإصرار، في زمنٍ غاب فيه كل الأخيار؟ في غزة اكبر من الشهادة والصمود، في غزة، شوكة اصحاب حق غرسها ابناؤها هم فقط وليس غيرهم، في حلق المستوطن والمحتل غصة، وكل اعوانه من عالم قائم على الاستهتار، بروح وبركة طفل شهيد يسكن ارضاً يدعي مغتصبها انه شعب الله المختار.