الكلمة سلاحنا… والوعي درعنا
الكلمة سلاحنا… والوعي درعنا
الموضوع: دعوة للتأهّب الإعلامي في مواجهة الحرب الرقمية على الأردن
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية إعزازٍ وانتماءٍ وولاءٍ للمملكة الأردنية الهاشمية،
مملكة الشرف والعزّة… مملكة النشامى.
أعزائي وإخواني الإعلاميين والصحفيين والكتّاب،
في زمن السوشال ميديا… الكلمة إمّا درعٌ يحمي، أو خنجرٌ يُزرع في ظهر الوطن.
في زمنٍ لم تعد فيه المعارك تُخاض في الميدان،
بل تُدار من وراء الشاشات، وتُشعلها كلمة، وتُخمدها تغريدة،
يصبح الوعي الوطني هو خط الدفاع الأول،
وتصبح المواقع الإعلامية الأردنية رأس الحربة في معركة لا تقل خطرًا عن أي حرب عسكرية.
لقد صرّح عدوّنا علنًا أنه سيستخدم منصّات التواصل الاجتماعي كسلاح حربٍ جديد — التيك توك، الإكس، التويتر —
وبمساعدة شخصيات مؤثرة في عالم التقنية مثل إيلون ماسك،
لتوجيه الرأي العام وتفكيك النسيج الاجتماعي من الداخل.
وهنا، تبدأ مسؤوليتنا جميعًا.
إنها حرب على الوعي،
حرب تستهدف ثقة المواطن بقيادته، وإيمانه ببلده، واعتزازه بانتمائه وولائه لرموزه التاريخية والدينية.
ولهذا، فإن المطلوب اليوم تأهّب إعلامي شامل،
وتنسيق وطني بين المواقع الإخبارية الأردنية لتوحيد الرسالة، وتعزيز الثقة، ونشر الوعي.
وفي هذا السياق، نُحذّر من الانجرار أو التفاعل مع المنشورات المشبوهة
على المنصّات التي تُستخدم للتحريض أو نشر الفتن أو الإساءة لرموز الدولة.
وندعو المواطنين إلى التحقّق قبل المشاركة، لأن الكلمة الواحدة قد تُسهم في نشر الباطل دون قصد.
كما نناشد وحدة الجرائم الإلكترونية في مديرية الأمن العام تكثيف جهودها في مراقبة الحسابات المشبوهة،
وتتبّع من يقف خلفها ومن يتفاعل معها،
حمايةً للنسيج الوطني من الاختراق الإعلامي الخارجي.
فوعي المواطن هو خط الدفاع الأول عن أمن الوطن وكرامته.
لسنا بحاجة إلى سلاحٍ جديد… بل إلى كلمة صادقة،
كلمة تحمي لا تهاجم، تبني لا تهدم،
وتلتف حول القيادة الهاشمية وآل البيت الأطهار الذين قال فيهم رسول الله ﷺ:
«إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي.»
أيها الإعلاميون والصحفيون والكتّاب،
إن دوركم في هذه المرحلة مصيري.
فأنتم حرّاس الوعي، وأنتم من يصنع الجبهة الداخلية القوية التي تحمي الأردن من الفتنة والاختراق.
من هنا، ندعو إلى إطلاق مشروع وطني شامل لحماية الوعي الأردني في الفضاء الرقمي،
يجمع بين الإعلاميين والمثقفين والمفكرين تحت راية الوطن،
ويعتمد على حملات توعوية رقمية وتعاونٍ مؤسسي مع خبراء الأمن السيبراني،
لتكون الكلمة درعًا، والعقل جدارًا، والحق سلاحًا.
قد لا تكون المعركة القادمة بالسلاح…
لكنها حتمًا ستكون بالفكر، والوعي، والانتماء.
وسنكون بإذن الله مستعدين… بكلمةٍ تصون وطنًا، ووعيٍ لا يُخترق.
الدكتور نهاد الجنيدي
كاتب ومفكّر أردني – مؤسس مبادرة “درع الكلمة”
عمّان – الأردن
