خطاب العرش... رؤية ملك تبعث روح المبادرة والعمل
خطاب العرش... رؤية ملك تبعث روح المبادرة والعمل
بقلم: عبد الله مصطفى السعود
في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني خطاب العرش السامي، مجدداً الثقة بمسيرة الأردن، ومؤكداً أن الوطن الذي وُلد في قلب التحديات ما زال يخطو بثبات بقيادة واعية ووعي شعبي راسخ.
حمل الخطاب رسالة تتجاوز السياسة إلى الإنسان الأردني، مستنهضاً في النفوس قيم المبادرة والعطاء والشجاعة الوطنية. فهذه القيم ليست مجرّد إرث معنوي، بل هي القوة التي تضمن استمرار الأردن شامخاً في كل الظروف، وتؤكد دوره الإنساني والتاريخي في المنطقة.
على الصعيد السياسي، شدّد جلالته على أن مسار التطوير الوطني مستمر، يقوم على حضور الناس في القرار الوطني وتكافؤ الفرص بين الجميع. وأوضح أن التنظيمات السياسية الوطنية ليست غاية بحدّ ذاتها، بل أدوات لخدمة المصلحة العامة، ما يمهد الطريق لمرحلة سياسية ناضجة تُدار بروح الانتماء والولاء للوطن.
أما على المستوى الاقتصادي، فقد وضع جلالته المواطن في قلب التنمية، داعياً إلى مواصلة برامج التحديث الاقتصادي، وتحفيز المشاريع النوعية التي تخلق فرص عمل حقيقية، وتساهم في رفعة المواطن وصون كرامته. فالكرامة الإنسانية هي المقياس الأساسي لأي سياسة اقتصادية ناجحة.
كما أولى الخطاب اهتماماً خاصاً بتطوير التعليم والصحة والنقل، باعتبارها ركائز أساسية للنهوض الوطني. فالتعليم استثمار في الوعي، والرعاية الصحية حماية للإنسان، والنقل شبكة تواصل تضمن تحريك عجلة الإنتاج. هذا الترابط يعكس رؤية القيادة إلى الإصلاح كمنظومة واحدة متكاملة.
ولم يغب عن الخطاب التأكيد على الدور الحيوي للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، باعتبارها درع الاستقرار وضمانة السيادة. كما جدد جلالته الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والدعم للأشقاء في غزة، والتمسك بالدور الهاشمي في رعاية المقدسات في القدس الشريف، مؤكداً رسالة الأردن الأخلاقية والإنسانية المستمرة.
إن خطاب العرش يشكل دعوة مفتوحة لكل أردني ليكون شريكاً فاعلاً في البناء، مبادراً في العمل، مخلصاً في العطاء، ليظل الأردن كما أراده قائده: وطناً متماسكاً بثوابته، متقدماً برؤيته، ومضيئاً برسالته الإنسانية، ومبعثاً لروح المبادرة والعمل بين أبنائه
