الاتحاد الدولي للألعاب المائية يفتتح مركز التميّز في جامعة التكنولوجيا البحرين   |   مدير عام المؤسسة السورية للبريد يزور البريد الأردني.    |   جورامكو تقيم عشاء 《تحت ظل الطائرات》احتفاءً ببدء العمليات التشغيلية في هنجر 7   |   نقيب الصحفيين ونائبه في ضيافة عمان الاهلية   |   لماذا بكى نائب الرئيس الاميركي ؟؟؟   |   بنك الاتحاد يحقق نمواً ملحوظاً في مؤشرات أدائه في الربع الثالث من عام 2025   |   رئيس الوزراء.. 《الثقافة》تطلق الدورة الـ19 لبرنامج مكتبة الأسرة الأردنية من 《الريشة》   |   زين والتدريب المهني تختتمان دورة التدريب المجانية على تكنولوجيا《الفايبر》   |   عن مازن القاضي واشياء اخرى   |   وزارة الثقافة تطلق مهرجان الأغنية الأردنية 2025 وتعلن أسماء المتأهلين لمرحلته النهائية   |   البدادوة يقود مطالب وطنية في لقاء مع رئيس الوزراء: رؤية صناعية، عدالة اجتماعية، وتطوير الخدمات الصحية والتعليمية   |   شريك الابتكار لمؤتمر ومعرض C8 2025 الذي سيعقد تحت رعاية سمو ولي العهد   |   عزم تتصدر الأداء النيابي خلال الدورة الاولى للبرلمان   |   انطلاق رالي 《جوردان رايدرز》غداً لدعم السياحة في المثلث الذهبي برعاية زين   |   الحكومة: خصم 20% على 《المسقفات》... بشرط؟!   |   رئاسة الوزراء تعلن عن مشاريع في عمّان: جسر صويلح وقطار خفيف ومطار ماركا ومدارس ومركز رياضي ونقل المسلخ   |   رسميا.. الكشف عن حصيلة صادمة لمحاولات الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال 18 شهرًا   |   100شهيد بغزة منذ الليلة الماضية.. ومصدر إسرائيلي يوضح: 《الهجمات على غزة انتهت》   |   الجوائز العربية… والثقافة التي تضيء أفق المستقبل   |   الصناعيون في ضيافة الملك   |  

الحاجة إلى ميثاق جديد للأمم المتحدة لعالم متعدد الأقطاب


الحاجة إلى ميثاق جديد للأمم المتحدة لعالم متعدد الأقطاب
الكاتب - طلال ابو غزاله

الحاجة إلى ميثاق جديد للأمم المتحدة لعالم متعدد الأقطاب

طلال أبوغزاله

يمكن أن يؤدي التقدم الديناميكي لدول، وتحول ميزان القوى، إلى نهاية مرحلة الهيمنة الغربية مما يمهد الطريق لعالم متعدد الأقطاب يتميز بتحولات جيوسياسية وبيئية وتقنية كبيرة. وبصفتي قائدًا طويل الأمد لمختلف مبادرات الأمم المتحدة ومناصرًا قويًا للتعددية، فقد شهدت عن كثب المشهد المتطور للحوكمة العالمية. لذلك فمن الضروري أن تخضع الأمم المتحدة لإصلاحات شاملة لتظل ذات صلة وفعالة في هذا العصر الجديد.

لقد مهّد النظام العالمي التقليدي الذي يقوده الغرب المجال لظهور نظام متعدد الأقطاب اذ تؤكد القوى الناشئة، وخاصة من الشرق، نفوذها. هذا التحول ليس مجرد ظاهرة جيوسياسية، بل هو تطور طبيعي مع صعود دول مثل الصين والهند اقتصاديًا وسياسيًا. يجب على الأمم المتحدة التكيف مع هذه الواقع من خلال ضمان أن تعكس هياكلها وعملياتها الطبيعة المتنوعة والديناميكية للنظام العالمي الحالي.

إن ما يتسبب به نشاط الإنسان من التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث، يؤدي إلى تغيرات جوهرية في الاقتصاد العالمي والحوكمة. وتتطلب الأزمة البيئية العالمية استجابة موحدة وقوية من المجتمع الدولي. لذلك يجب على الأمم المتحدة قيادة الجهود لتخفيف هذه التحديات من خلال تعزيز التعاون وتنفيذ سياسات مستدامة تعطي الأولوية للحفاظ على البيئة.

تؤثر التطورات في الذكاء الاصطناعي، والحوسبة، والتكنولوجيا الحيوية، والهندسة الجيولوجية بشكل عميق على الاقتصاد والسياسة العالمية. تمثل هذه الاضطرابات التكنولوجية فرصًا ومخاطر على حد سواء. ويتعين على الأمم المتحدة تعزيز الإدارة متعددة الأطراف للمخاطر التكنولوجية وضمان حصول الجميع على التقنيات الحيوية. وسيتطلب ذلك إنشاء أطر جديدة ومؤسسات قادرة على إدارة الوتيرة السريعة للتغيير التكنولوجي.

وقد تناولت "قمة المستقبل" التي عُقدت مؤخرًا في الأمم المتحدة الحاجة إلى إصلاح المؤسسات الدولية لمواجهة هذه التغيرات، ما يمثل فرصة حاسمة لإعادة تصور هياكل الحوكمة العالمية. بالنسبة لي، من الواضح أن الهدف المحدد لعام 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لن يتحقق. لذلك فإنني أتفق تمامًا على تمديدها حتى عام 2050 للمساعدة في التوفيق بين السياسات والاستثمارات العالمية من أجل التنمية المستدامة، وضمان عدم ترك أي دولة وراء الركب.

إن من شأن التأكيد على مبادئ عدم التدخل وتعزيز دور مجلس الأمن الدولي الحفاظ على السلام العالمي. ويجب أن يكون نزع السلاح النووي أولوية أيضًا. ويتعين على الأمم المتحدة تعزيز هذه المبادئ لمنع النزاعات وتعزيز الاستقرار في عالم يزداد تعقيداً.

التعليم هو حجر الزاوية للتنمية المستدامة والمواطنة العالمية. يجب على الأمم المتحدة إعطاء الأولوية لمبادرات التعليم التي تزوّد الأجيال القادمة بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات العالمية. ويشمل ذلك تعزيز التعليم من أجل التنمية المستدامة وتعزيز ثقافة المواطنة العالمية.

ومن أجل تمثيل أفضل لسكان العالم، والتصدي للتهديدات الناشئة، يجب أن تخضع الأمم المتحدة لإصلاحات كبيرة. إن إنشاء جمعية برلمانية للأمم المتحدة وهيئات فرعية أخرى سيسهم في تعزيز شمولية وفعالية المنظمة. كما أن إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ليعكس الحقائق الجيوسياسية الحالية هو أمر أساسي أيضاً. كما أن التعاون السلمي والاحترام المتبادل بين الدول هما أساسيان لمعالجة التحديات العالمية. يجب على الأمم المتحدة أن تدعم هذه القيم، مما يعزز بيئة تعمل فيها الدول معًا لتحقيق الأهداف المشتركة.

إن النهاية الوشيكة للهيمنة الغربية وصعود عالم متعدد الأقطاب تتطلب إصلاحات شاملة في الحكم العالمي. وبينما نجتاز هذه الفترة التحولية، يجب على الأمم المتحدة أن تتكيف لتظل ذات صلة وفعالية. من خلال تبني هذه التغييرات، يمكننا بناء عالم أكثر شمولية واستدامة وسلامًا للأجيال القادمة.