زين والتدريب المهني تختتمان دورة التدريب المجانية على تكنولوجيا《الفايبر》   |   عن مازن القاضي واشياء اخرى   |   وزارة الثقافة تطلق مهرجان الأغنية الأردنية 2025 وتعلن أسماء المتأهلين لمرحلته النهائية   |   البدادوة يقود مطالب وطنية في لقاء مع رئيس الوزراء: رؤية صناعية، عدالة اجتماعية، وتطوير الخدمات الصحية والتعليمية   |   شريك الابتكار لمؤتمر ومعرض C8 2025 الذي سيعقد تحت رعاية سمو ولي العهد   |   عزم تتصدر الأداء النيابي خلال الدورة الاولى للبرلمان   |   انطلاق رالي 《جوردان رايدرز》غداً لدعم السياحة في المثلث الذهبي برعاية زين   |   رئاسة الوزراء تعلن عن مشاريع في عمّان: جسر صويلح وقطار خفيف ومطار ماركا ومدارس ومركز رياضي ونقل المسلخ   |   الجوائز العربية… والثقافة التي تضيء أفق المستقبل   |   الصناعيون في ضيافة الملك   |   تعلن جامعة فيلادلفيا عن توفر بعثة لحاملي درجة الماجستير للحصول على درجة الدكتوراه   |   عمان الأهلية تهنئ طالبها محمود الطرايرة بفوزه بالميدالية البرونزية ببطولة العالم للتايكواندو   |   الأرصاد تحذر من الضباب الكثيف على طريقي المطار والمفرق دمشق الدولي   |   من الانقسام إلى البناء: طريق الشرق الأوسط نحو استقرارٍ وتنميةٍ مستدامة   |   تعلن جامعة فيلادلفيا عن حاجتها لتعيين أعضاء هيئة تدريس للعام الجامعي 2025/2026،   |   9.9 مليون دينار صافي أرباح مجموعة الخليج للتأمين – الأردن للربع الثالث من عام 2025 وتثبيت التصنيف الائتماني عند -A   |   مقترح لشمول المتقاعد العائد إلى العمل بعد سن الشيخوخة   |   من المختبر إلى معصم اليد: تقنية سامسونج الأولى من نوعها لتتبع التغذية عبرGalaxy Watch   |   منتجع وسبا ماريوت البحر الميت يحصد لقب أفضل منتجع شاطئي في الأردن في حفل توزيع جوائز السفر العالمية 2025   |   ابتكار وتميّز في فعالية PU IEEE Day 2025 بجامعة فيلادلفيا   |  

  • الرئيسية
  • مقالات
  • مهرجان جرش 39 مهرجان جرش… أقدم المهرجانات العربية وأيقونة تجمع التاريخ والفن والتنمية – الجزء الثاني

مهرجان جرش 39 مهرجان جرش… أقدم المهرجانات العربية وأيقونة تجمع التاريخ والفن والتنمية – الجزء الثاني


مهرجان جرش 39 مهرجان جرش… أقدم المهرجانات العربية وأيقونة تجمع التاريخ والفن والتنمية – الجزء الثاني
الكاتب - داود شاهين

داود شاهين

يُعد مهرجان جرش للثقافة والفنون أحد أهم الفعاليات الثقافية والفنية في الأردن والمنطقة، ويترك أثراً عميقاً ومتعدد الأوجه على الاقتصاد والسياحة والمجتمع. حيث يوفر المهرجان فرص عمل مؤقتة وموسمية للعديد من الشباب والشابات في مجالات مختلفة مثل التنظيم، الضيافة، النقل، البيع بالتجزئة، والصناعات اليدوية.

في كل عام تتحول المدينة الاثرية القديمة والمساحات المحيطة به إلى خلية نحل تنبض بالنشاط، ليس فقط بفضل العروض الفنية التي تستقطب الآلاف، بل أيضاً بفضل الأثر الاقتصادي المباشر وغير المباشر الذي يتركه المهرجان. يبدأ هذا التأثير بخلق الآلاف من فرص العمل المؤقتة والموسمية التي لا غنى عنها للشباب والأسر. فمنذ بدء التحضيرات، تتطلب العملية جهوداً مكثفة في مجالات التنظيم، والخدمات اللوجستية، والتقنية، والأمن، والضيافة، وتذاكر البيع، مما يوفر دخلاً للعديد من الأفراد والعائلات. هذا التدفق النقدي يسهم بشكل مباشر في تحسين مستوى المعيشة للعديد من العاملين في هذه القطاعات. حيث يتجلى الأثر الاقتصادي للمهرجان أيضاً في إنعاش الحركة التجارية بشكل لافت. فالمطاعم والفنادق والشقق الفندقية في جرش وعجلون وحتى العاصمة عمان تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في نسب الإشغال والإيرادات. هذا التدفق السياحي، سواء من الزوار المحليين أو العرب والأجانب، ينعكس إيجاباً على محلات التجزئة، ومحلات بيع الهدايا التذكارية، وخدمات النقل والمواصلات التي تستفيد جميعها من زيادة الطلب. الأسواق التقليدية والحرفية في جرش تزدهر خلال فترة المهرجان، حيث يقبل الزوار على شراء المنتجات المحلية التي تعكس التراث الأردني الأصيل.

ولعل من أبرز إسهامات المهرجان الاقتصادية هو دعم الصناعات الحرفية والإبداعية والمنتجات المحلية. وذلك لتوفير المهرجان منصة تسويقية ذهبية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وخاصة تلك التي تديرها النساء، لعرض وبيع منتجاتها اليدوية الفريدة. من المطرزات التقليدية، إلى المنتجات الغذائية التراثية، مروراً بالخزف والمنحوتات الخشبية والمنتجات العطرية، يجد الحرفيون سوقاً واسعاً لمنتجاتهم، مما يعزز دخول الأسر ويحفظ الحرف التراثية من الاندثار. هذا الدعم المباشر للمنتج المحلي يساهم في بناء اقتصاد محلي أكثر استدامة وتنوعاً.

كما يوفر المهرجان بيئة حاضنة لدعم المشاريع الريادية والشركات الناشئة، ليس فقط في المجالات الفنية والثقافية، بل أيضاً في التكنولوجيا وتصميم المنتجات. إن عرض هذه المشاريع أمام جمهور واسع من الزوار والمستثمرين يفتح آفاقاً جديدة للنمو والتعاون، مما يسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني.

في المحصلة، يتجاوز مهرجان جرش للثقافة والفنون كونه مجرد احتفال فني ليصبح رافعة اقتصادية قوية، تسهم في التنمية المستدامة، وتعزيز سبل العيش، وإبراز القدرات الاقتصادية الكامنة في التراث والثقافة الأردنية. إنه ليس مجرد حدث عابر، بل هو احتفال بالحياة، بالفن، وبالقدرة اللامتناهية للإبداع على تحويل التحديات إلى فرص، ونسج خيوط الازدهار في نسيج وطننا الغالي. ومع كل عام يمر، يثبت مهرجان جرش أنه ليس فقط إرثاً ثقافياً عريقاً، بل هو شعلة أمل وتقدم تضيء دروب المستقبل، مؤكداً على أن الفن والثقافة هما القوة الدافعة للتنمية الشاملة والرفاهية المجتمعية.

ختاماً يبقى مهرجان جرش للثقافة والفنون، عاماً بعد عام، شهادة حية على قدرة الفن والثقافة على بناء جسور التواصل، وتحقيق التنمية المستدامة، ونسج خيوط الأمل في قلب كل زائر ومشارك.